الاثنين، 23 نوفمبر 2015

إنسان يحمل 2 دي إن إيه"



ليديا فيرتشايلد Lydia Fairchild
تعرضت الأمريكية "ليديا فيرتشايلد" لموقف في غاية السوء و القسوة.. عندما قررت أن تتقدم للحصول علي نفقة للأطفال 2002، كي تتمكن من الإنفاق علي أطفالها الأربعة في 2002...
فقد طلبت الحكومة الأمريكية منها إجراء تحليل روتيني.. و هو تحليل "الحمض النووي DNA" كي تتمكن من الحصول علي النفقة...
و أجرت ليديا التحليل و هرعت به إلي مكتب شؤون الطفل .. و قدمت الأوراق.. و انتظرت أن يتم مخاطبتها في لهفة...
و لكن بدلا من أن يخاطبها مكتب الطفل فوجئت بالمباحث الفيدرالية تلقي القبض عليها.. و تنتزع منها الأطفال لوضعهم في أحد دور الرعاية الخاصة..
فقد أثبت تحليل الحمض النووي أن الأطفال الأربعة تتطابق عيناتهم مع الأب.. بينما لا تتطابق باي حال من الأحوال مع ليديا نفسها.. أي إن ليديا ليست الأم...
و مع وجود سجلات المستشفي التي تثبت إن ليديا وضعت الأطفال بها.. اتهمها المدعي العام بأنها قد تلاعبت في السجلات أو أخفت أو قتلت اطفالها و استبدلتهم بغيرهم.. للحصول علي المال...
و عرضت ليديا علي الطبيب الشرعي، الذي أكد إنه لا يمكن أن تكون ليديا أماً لهؤلاء الأطفال بأي شكل...
و طلب محامي ليديا إعادة التحاليل لمرة أخرى.. و ظهرت نفس النتيجة.. و عاد المحامي ليطالب بإجراء التحليل لمرة ثالثة و أخيرة..
و أثناء إجراء تحليل الحمض النووي الأخير تحت إشراف الطبيب الشرعي الدكتور "جون باتلر"، بكى الاطفال في شدة، عندما انتزعتهم الشرطية بعيدا عن أمهم.. و تزامن ذلك مع زيارة الطبيب الشرعي النفسي "ستيفين رايخ Stephen Reich"...
و ستيفين رايخ، محام و "طبيب شرعي نفسي forensic psychologist" في الوقت ذاته.. طالما سبب صداعا للمدعي العام و استخدم الطب الشرعي النفسي في عشرات القضايا.. استطاع فيها أن يثبت براءة بريء.. و أن يؤكد علي جريمة مجرم.. أو يثبت كذب شاهد.. أو تهديد شرطي.. و لا ينظر أحد إلي كلامه باستخفاف...
و تأمل رايخ إنفعالات الأم و الأطفال و صراخهم في صمت.. و بعد إنصراف الجميع.. مال "رايخ" علي أذن "باتلر" هامسا:
"فليذهب الحمض النووي للجحيم.. لا يمكن ألا أن يكون هؤلاء الأطفال أولاد لهذه السيدة"...
و علي الرغم من ثقته المطلقة في نتيجة تحاليله، فقد هزت كلمات "رايخ" صديقه "باتلر" في عنف...
و بعد أسبوع من التفكير المتوتر و القلق.. نهض "جون باتلر"من فراشه في الثانية صباحا.. و فتح جهاز الكمبيوتر.. و اتصل بالانترنت...
و في تردد و حياء.. كتب كلمات البحث "إنسان يحمل 2 دي إن إيه"...
و كانت المفاجأة...
لقد ظهرت أمامه حالة أخرى لسيدة امريكية تدعى "كارين كيجان Karen Keegan" في نيو إنجلند، اكتشفت انها تحمل شريطي حمض نووي مختلفين في جسمها.. و اكتشفت حالتها عندما أرادت أن تجرى جراحة زرع كلى، و كشفت التحاليل أن إثنين من أولادها الثلاثة لا يمكن أن يكونوا ابنائها.. في حالة نادرة، حدثت بسبب دمج خلاياها مع خلايا توأم لها؛ عندما كانت مجرد نطفة في رحم أمها...
أي إنه بعبارة مبسطة.. تعتبر "كارين كيجان Karen Keegan" توأم لنفسها...
و في تمام السادسة صباحاً.. كان الطبيب الشرعي يقدم الأوراق للمدعي العام، و يطلب منه بدلا من إجراء تحليل آخر معتاد للحمض النووي لليديا، أن يجري لها تحليل "بابانيكولا Papanicolaou test".. الذي اخترعه الطبيب اليوناني النابه "لطبيب اليوناني جورجيوس بابانيكولاو"...
و هذه المرة ظهرت نتيجة التحليل لتثبت بما لا يدع مجالا للشك أن الأولد ينتمون لليديا و ليس لأم أخرى.. و إنها مجرد حالة "كيميرا chimerism"...
حالة نادرة، لأم تحمل في جسدها شريطين من الحمض النووي في آن واحد...
---------------------------------
المزيد حول ليديا فيرتشايلد: https://en.wikipedia.org/wiki/Lydia_Fairchild
بالعربية: https://ar.wikipedia.org/…/%D9%84%D9%8A%D8%AF%D9%8A%D8%A7_%…
المزيد حول الكيميرا : https://en.wikipedia.org/wiki/Chimera_(genetics)
بالعربية: https://ar.wikipedia.org/…/%D9%83%D9%8A%D9%85%D9%8A%D8%B1%D…
المزيد حول تحليل بابانيكولا:
https://en.wikipedia.org/wiki/Pap_test
بالعربية:
https://ar.wikipedia.org/…/%D9%84%D8%B7%D8%A7%D8%AE%D8%A9_%…

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

هذه مقالة متشائمة ، بعث بها إليّ صديق متأدب ، هو يوسف من النوفلية ، قد قرأ لي شيئاً من قبل ، وطلب إصلاح نحوها ونشرها . وقد بذلت جهداً ف...